معالجة المياه المستعملة دفع الطلب المتزايد على المياه وخاصّة مع النمو السكانيّ الهائل، وتنوع الأنشطة الإنسانيّة، العلماء إلى التفكير في طريقةٍ تقلّل استهلاك المياه، فعملوا على معالجة المياه المستخدمة، لإعادة استخدامها في ريّ المزروعات، أو في الصناعات المختلفة، وتأتي هذه المياه من عدّة مصادر، وهي: المياه النّاتجة عن الأغراض والاستعمالات التجاريّة، والمنزليّة، والمدرسيّة، والنّاتجة عن المصانع، وغيرها.
طرق معالجة المياه المستعملة - المعالجة التمهيديّة: وتقوم هذه الطريقة على فصل القطع والملوّثات الكبيرة الموجودة في المياه، وذلك من خلال تمرير المياه بمنخلٍ متسع الفجوات، وآلة تحطيم، ثمّ تمرير المياه في حوضٍ مشبعٍ بالأكسجين وذلك للتخلّص من 10% من المواد العضويّة، و20% من المواد العالقة، وهذه الخطوة ضروريّةٌ لحمايةِ أجهزة المحطة من التكسّر والانسداد.
- المعالجة الأوليّة: وهذه الخطوة تخلّص المياه المستعملة من 50% من المواد العضوية القابلة للتحلل، و70% من المواد العالقة، ويتمّ خلالها وضع المياه في أحواضِ الترسيب لتترسب المواد العالقة، ثمّ تنقل المياه إلى أحواض المعالجة التمهيديّة، ثم إلى وحدات التغذية، وفي هذه الوحدات تضاف العديد من المواد الكيمائيّة إلى المياه المستعملة، ثمّ تخلط بشكلٍ جيّدٍ، حتّى تتوزّع المواد بشكلٍ متساوٍ في المياه، والمياه في هذه الطريقة غير قابلةٍ للاستخدام مرّة أخرى.
- المعالجة الثانويّة: وفي هذه الطريقة يتم تحويل المواد العضوية إلى كتلٍ حيويّةٍ، وتترسب هذه الكتل في قاع الأحواض الثانوية وتزال من خلال مضخاتٍ متخصّصةٍ، وللمعالجة الثانوية نوعان وهما:
- عمليّة عالية المعدل، ومن الأمثلة عليها: الترشيح بالتنقيط، وعمليّة الحمأة المحفزة، والتلامس الحيويّ دائريّ الحركة.
- عمليّات منخفضة المعدل: مثل: برك الاستقرار، والبحيرات الضحلة ذات التهوية.
- المعالجة المتقدّمة: وتطبق هذه الطريقة عندما يتطلّب الأمر مياهاً بدرجةٍ عالية من النقاء، وهذه الطريقة تقوم على مجموعةٍ من المراحل والعمليّات المختلفة، وذلك للتخلّص من أكبر قدرٍ ممكنٍ من الملوّثات التي من الصعب التخلّص منها بالطرق التقليديّة، مثل: الفسفور، والنيتروجين، ومن العمليات المستخدمة في المعالجة المتقدمة:
- الامتصاص الكربونيّ: وبهذه العملية تمرّر المياه في خزاناتٍ تحتوي على وسطٍ كربونيّ نشطٍ، وهذا الكربون يمتصّ المواد العضويّة الذائبة في المياه.
- التناضح العكسيّ: وخلال هذه العمليّة يتمّ ضخ المياه من خلال غشاءٍ رقيقٍ جداً بفتحات صغيرة جداً، تسمح فقط لجزيئات الماء بالمرور منها وتمنع جزيئات الأملاح.
- التطهير: تكون هذه العمليّة من خلال إضافة الكلور إلى أحواض التطهير، ويتمّ إضافة 10 مليغرامات من الكلور المركز للتر الواحد، وتبقى المياه في حوض التطهير مدّة خمس عشرة دقيقة في حال عدم استخدام المياه، ولكن إذا كان الهدف من معالجة المياه المستعملة رّي المزروعات فإنّ مدة التطهير تستمر لساعتين كاملتين.